الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي: دليل شامل في الإصلاح بين الزوجين واستعادة المودة والسكينة الأسرية
جلب الحبيب بالطرق الشرعية. إصلاح العلاقات الزوجية والعائلية. علاج الطاقة السلبية والتعب الروحي. إزالة الحسد والضيق الذي يمنع التواصل.

الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي: دليل شامل في الإصلاح بين الزوجين واستعادة المودة والسكينة الأسرية

💬 يقول الشيخ أبو البراء العازمي:
“الحياة الزوجية ليست معركة ينتصر فيها طرف على آخر، بل ميثاق مودة ورحمة، من حفظه نال الطمأنينة، ومن فرّط فيه عاش في التيه.”


🌿 المقدمة

تمرّ العلاقة الزوجية في كثير من الأحيان بمراحل من الاضطراب وسوء الفهم، فيشعر الطرفان وكأن المودة التي جمعتهما قد تلاشت. غير أن الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي يذكّر دائمًا بأن الخلاف أمر طبيعي، لكنّ الاستسلام له ليس قدرًا محتومًا. فالإصلاح بين الزوجين ممكن متى وُجد الصدق، والرغبة في التفاهم، والاستعداد للتنازل من أجل الحبّ والسلام الأسري.

في هذا المقال الإرشادي، يقدّم الشيخ أبو البراء العازمي رؤية متكاملة تعالج جذور الخلاف، وتُعيد دفء العلاقة، وفق أسسٍ واقعية وروحانية تُعيد التوازن والسكينة إلى البيت.


أولاً: فهم طبيعة الخلاف لا الهروب منه

يؤكد الشيخ أن أولى خطوات الإصلاح هي الفهم؛ إذ لا يمكن معالجة ما لا يُفهم.
الخلاف ليس شرًا دائمًا، بل قد يكون وسيلة لإعادة اكتشاف الذات والآخر. يقول الشيخ:

“من لا يسمع لشكوى شريكه، يسمع لصمتٍ سيطول.”

على الزوجين أن يتعلّما الاستماع الحقيقي، لا الدفاع المستمر، لأن أغلب النزاعات تبدأ من كلمة غير مفهومة أو نية أسيء تفسيرها.


ثانيًا: الحوار هو الجسر الأول نحو التفاهم

الحوار الهادئ هو أعظم أداة للإصلاح. ينصح الشيخ أبو البراء العازمي أن يختار الزوجان وقتًا مناسبًا ومكانًا آمنًا للحوار، بعيدًا عن الغضب أو المقارنة أو صوت الاتهام.
فالهدف من الحوار ليس إثبات من على حق، بل فهم ما الذي آلم الآخر.

“حين نحاور بحب، يتحوّل الخلاف من جدار إلى جسر.”


ثالثًا: النية الصالحة مفتاح البركة

يقول الشيخ:

“الإصلاح بين الزوجين لا يبدأ من الكلام، بل من القلب.”

قبل أي محاولة للحل، يجب على الطرفين تجديد النية؛ نية الحفاظ على الأسرة، ونية العفو، ونية بناء المستقبل.
فالنية الصالحة تصحّح المسار حتى لو كانت الطريق مليئة بالعثرات.


رابعًا: الاحترام المتبادل أساس العلاقة

الاحترام هو لغة لا تحتاج إلى ترجمة. لا يمكن أن تستقيم علاقة يسكنها التحقير أو السخرية.
يوصي الشيخ أبو البراء العازمي بما يلي:

  • تجنّب الكلمات الجارحة حتى في الغضب.
  • الثناء على الشريك أمام الآخرين.
  • حفظ الكرامة مهما اشتدّ الخلاف.

ويقول:

“من أحبّ بصدقٍ لا يُهين، ومن احترمَ شريكه لا يُقصيه.”


خامسًا: فن إدارة المشاعر

الحياة الزوجية ليست خالية من الغضب أو الإحباط، لكن المهم هو كيفية التعامل مع المشاعر.
يشرح الشيخ أن السيطرة على النفس عند الغضب علامة نضج روحي.
ويُنصح الزوجان بالتالي:

  • التوقف عن النقاش عند اشتداد الغضب.
  • استخدام كلمات تعبّر عن المشاعر لا الاتهامات (“أشعر بالألم” بدل “أنت السبب”).
  • العودة للحوار بعد الهدوء.

سادسًا: التسامح شجاعة المحب

التسامح لا يعني نسيان الخطأ، بل تجاوزه من أجل استمرار المودة.
يقول الشيخ أبو البراء العازمي:

“العفو ليس ضعفًا، بل انتصارًا على الأنا.”

الغفران يفتح الباب لإعادة بناء الثقة. ومن أجمل مظاهر التسامح أن يعتذر القوي قبل الضعيف، لأن الاعتذار لا يُنقص من كرامة أحد، بل يرفعها.


سابعًا: التجديد في العلاقة الزوجية

الروتين عدوّ المودة، لذا ينصح الشيخ بالتجديد المستمر في تفاصيل الحياة اليومية.
من الوسائل البسيطة:

  • تقديم هدية رمزية دون مناسبة.
  • تخصيص وقت مشترك بعيد عن المسؤوليات.
  • إحياء الذكريات الجميلة بالكلمة والصورة.

فالاهتمام الصادق يجدد العاطفة ويمنح الطرفين شعورًا بالأمان.


ثامنًا: مراعاة الاختلافات النفسية بين الزوجين

يُذكّر الشيخ بأن الرجل والمرأة يختلفان في التعبير عن المشاعر، ولا يصحّ قياس أحدهما على الآخر.
المرأة تحتاج إلى الإصغاء، والرجل يحتاج إلى التقدير.
يقول الشيخ:

“إذا أصغيتَ بصدقٍ إلى قلب زوجتك، سمعت ما لم يقله لسانها.”

احترام الفوارق النفسية يوفّر بيئة من الفهم والتكامل لا من الصراع.


تاسعًا: الاستعانة بالإرشاد الأسري عند الحاجة

الإصلاح لا يعني العزلة عن المساعدة.
يقول الشيخ أبو البراء العازمي إن طلب الاستشارة من متخصصٍ أو مرشدٍ أسري ليس ضعفًا، بل دليل وعيٍ ونضج.
فقد يرى الخبير ما يغيب عن الطرفين، ويقدّم أدوات جديدة للتعامل مع المشكلات المتكررة.


عاشرًا: الدعاء واليقين بأن الله هو المصلح الحقيقي

بعد كل الأسباب العملية، يبقى الدعاء هو الخيط الذي يجمع القلوب.
قال تعالى: “وأصلحنا له زوجه.”
ويقول الشيخ:

“من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس.”

ادعُ لزوجك أو زوجتك بالخير في الغيب، فالدعاء الخالص يُلين القلوب ويُعيد الأمل إلى العلاقة.


🌸 نصائح مختصرة من الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي

  • لا تجعلوا الغضب لغة الحوار.
  • تعلّموا قول “شكرًا” و”سامحني” بصدق.
  • لا تُدخلوا الآخرين في مشكلاتكم.
  • راقبوا نبرة أصواتكم أكثر من كلماتكم.
  • اجعلوا بيتكم بيئة تسامح لا محاكمة.

💬 “البيت السعيد ليس الذي يخلو من الخلاف، بل الذي يعرف أهله كيف ينهونه بحب.”


🌿 أثر الإصلاح الأسري في المجتمع

يرى الشيخ أن الأسرة هي نواة المجتمع، وأن صلاحها ينعكس على الأبناء والمجتمع بأسره.
فالأطفال الذين يرون المحبة بين والديهم، يكبرون في بيئةٍ آمنةٍ، ويصبحون أكثر اتزانًا نفسيًا.
بينما الخلافات الدائمة تُنشئ جيلًا مضطربًا فاقد الثقة.

ولهذا فإن إصلاح الزوجين ليس أمرًا شخصيًا فحسب، بل مسؤولية مجتمعية تحفظ التماسك الأخلاقي والنفسي للأمة.


🌼 فقرة تعريفية عن الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي

الشيخ أبو البراء العازمي من الأسماء المعروفة في مجال الإرشاد الروحاني والأسري في العالم العربي.
يجمع بين العلم الشرعي والخبرة في العلاج النفسي السلوكي، ويركّز على إعادة التوازن الداخلي للأسرة عبر الحوار، والنية الطيبة، والدعاء المشروع.
يشتهر بأسلوبه الهادئ القريب من القلب، وقد ساهمت توجيهاته في إصلاح الكثير من العلاقات الزوجية والأسرية، بأسلوب يقوم على الصراحة، والاحترام، والتسامح.


🪶 الخاتمة

يقول الشيخ أبو البراء العازمي:

“المودة لا تموت، لكنها تُهمَل، فإذا سقيتها بالكلمة الطيبة، أحياها الله من جديد.”

إنّ الإصلاح بين الزوجين ليس نهاية خلاف، بل بداية نضجٍ جديد في العلاقة.
ومن أراد السعادة الحقيقية فليبدأ بإصلاح نفسه، وليضع الحب والرحمة فوق كل جدال.
فالله وحده هو من يؤلّف بين القلوب، ومن صدق في سعيه، بلّغه الله مقصده.