💬 يقول الشيخ أبو البراء العازمي:
“الأسرة ليست ساحة خلاف، بل مدرسة حب، وإذا فقدت الرحمة فيها، فقدت الحياة معناها.”
🌿 المقدمة
في عالمٍ تتزايد فيه الضغوط النفسية والمادية، لم تعد المشكلات الأسرية حدثًا نادرًا، بل صارت واقعًا يطرق أبواب كثير من البيوت.
لكن الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي يرى أن معظم هذه الخلافات لا تنشأ من الكراهية، بل من غياب الفهم، وضعف الحوار، وتراكم الجفاء العاطفي.
الإرشاد الروحاني هنا ليس فقط علاجًا، بل هو فنّ إعادة بناء المودة، وإحياء روح التواصل بين أفراد الأسرة على أساسٍ من الرحمة والإيمان.

أولًا: فهم طبيعة الأسرة كمنظومة متكاملة
الأسرة ليست أفرادًا متفرقين، بل نظام متوازن، إذا اختلّ فيه طرف، تأثر الباقون.
يقول الشيخ:
💬 “حين تعالج مشكلتك مع شريكك، لا تنسَ أن أبناءك يتنفسون من هواء العلاقة بينكما.”
الإرشاد الروحاني يبدأ من الوعي الشامل بأن كل كلمة، وكل تصرف داخل البيت، له أثرٌ نفسي وروحي على الجميع.
ثانيًا: أهمية النية في الإصلاح الأسري
قبل أي جلسة توجيه أو نقاش، يجب أن تتوافر نية الإصلاح الصادق.
يقول الشيخ أبو البراء العازمي:
💬 “لا يمكن أن تُصلح من لا يريد الإصلاح، ولا أن تُنقذ علاقةً بلا نيةٍ حقيقيةٍ للحفاظ عليها.”
فالإرشاد لا ينجح إذا كان أحد الطرفين يسعى للانتصار لا للتفاهم.
الإصلاح يحتاج إلى تواضع القلب، لا إلى قوة الحجة.
ثالثًا: الحوار كجسر نحو التفاهم
الحوار هو السلاح الأقوى ضد التباعد العاطفي.
الشيخ يؤكد أن غياب الحوار الصادق هو بداية كل سوء فهم.
ويقدّم نصائح عملية:
- اختر وقتًا مناسبًا بعيدًا عن الانفعال.
- استخدم كلمات هادئة لا تحمل اتهامًا.
- استمع لتفهم، لا لترد.
💬 “الحب لا يموت، لكنه يختنق حين لا يجد من يسمعه.”
رابعًا: التحصين الروحي للأسرة
يؤكد الشيخ أن كل بيتٍ بحاجة إلى تحصينٍ روحيٍّ مستمرّ،
وذلك بالذكر، والدعاء، وقراءة القرآن بصوتٍ يسمعه الجميع.
💬 “حين يُذكر اسم الله في البيت، تهرب الهموم كما تهرب الظلمة من النور.”
فالتحصين لا يقتصر على الوقاية من الحسد أو السحر، بل يشمل حماية القلوب من القسوة واليأس.
خامسًا: إدارة الخلاف الزوجي بوعيٍ روحي
يرى الشيخ أن الخلاف أمر طبيعي، لكن الخطأ هو في طريقة التعامل معه.
عند الغضب، يجب أن يلتزم الطرفان بالهدوء، وألا يُتخذ القرار تحت ضغط الانفعال.
💬 “الغضب لحظة جنون، وإن تحدثتَ فيها، دفعتَ الثمن عمرًا.”
ويقترح أن يكون هناك اتفاق مسبق بين الزوجين على قاعدة بسيطة:
لا نناقش ونحن غاضبون، ولا ننام ونحن متخاصمان.
سادسًا: أثر الكلمة في شفاء الأسرة
الكلمة الطيبة دواء.
يقول الشيخ أبو البراء العازمي:
💬 “كم من بيتٍ أنقذته كلمة (سامحتك)، وكم من بيتٍ هدمته كلمة (مللت).”
الإرشاد الروحاني يذكّر الناس بأن الألفاظ ليست مجرد صوت، بل طاقة تُبنى بها الجسور أو تُهدم بها البيوت.
فليكن لسان الزوجين طريقًا للطمأنينة، لا سلاحًا للجرح.
سابعًا: تربية الأبناء بالإحسان لا بالعقاب
الإرشاد الروحاني لا يوجّه فقط للزوجين، بل للأبوين مع أبنائهما.
ينبّه الشيخ إلى أن القسوة لا تُخرّج أبناءً صالحين، بل قلوبًا خائفة.
💬 “ربّوا أبناءكم بالحب، لا بالخوف، فالحب وحده يُنتج الطاعة الصادقة.”
يجب أن يرى الأبناء في والديهم نموذجًا للتسامح لا للخصام.
ثامنًا: العفو والصفح أساس الاستمرار
يقول الشيخ:
💬 “لا بيت يخلو من الخطأ، لكن البيوت الصادقة هي التي تتقن فنّ العفو.”
العفو لا يعني النسيان، بل يعني اختيار السلام الداخلي بدل الانتقام.
ومن علامات الإرشاد الناجح أن يتعلم الزوجان كيف يبدآن من جديد بعد كل عثرة.
تاسعًا: الوقت المشترك يجدد المودة
ينبه الشيخ إلى أهمية الوقت النوعي المشترك بين أفراد الأسرة.
ليس المهم أن تقضي ساعات كثيرة، بل أن تمنحهم وقتًا صافيًا بعيدًا عن الهاتف والضغوط.
💬 “الأسرة التي تضحك معًا، لا تتفكك بسهولة.”
خصصوا يومًا أسبوعيًا للحديث أو التنزه أو العبادة معًا، فذلك يجدد الحب والانسجام.
عاشرًا: الاستشارة الروحانية عند الحاجة
يشير الشيخ إلى أن اللجوء إلى مرشدٍ روحاني أو أسريٍ موثوق عند تفاقم الخلاف أمرٌ محمود، لا عيب فيه.
💬 “من استشار، اختصر الطريق إلى السلام.”
الإرشاد ليس ضعفًا، بل شجاعة للاعتراف بأننا بحاجة إلى من يرشدنا برؤية محايدة وناصحة.
حادي عشر: النية المشتركة لحماية البيت
يقول الشيخ أبو البراء العازمي:
💬 “النية الطيبة مثل المفتاح، تفتح ما أُغلق من القلوب.”
حين تكون نية الزوجين هي الحفاظ على البيت، يصبح الخلاف مجرد سحابة عابرة.
أما إذا كانت النية الجدال أو السيطرة، فلن تُثمر أي جلسة إرشادية.
ثاني عشر: التوازن بين الجانب المادي والمعنوي
يشدد الشيخ على أن المشكلات الأسرية لا تُحلّ بالمال وحده، ولا بالعاطفة وحدها.
💬 “البيت يحتاج إلى خبزٍ وحبٍّ معًا.”
يجب على كل طرف أن يشعر بالمسؤولية المادية والمعنوية تجاه الآخر، لأن الحياة الزوجية عقد شراكة، لا منافسة.
🌸 نصائح موجزة من الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي
- لا تجعلوا الغضب ضيفًا دائمًا في بيوتكم.
- تعلموا الإصغاء أكثر من الجدال.
- سامحوا بسرعة، فالحياة قصيرة.
- اجعلوا الدعاء سلاحكم عند الضيق.
- ابتسموا لأحبائكم كما تبتسمون للغرباء.
💬 “الأسرة التي تبدأ يومها بالدعاء، تنهيه بالسكينة.”
🌿 فقرة تعريفية عن الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي
الشيخ أبو البراء العازمي من أبرز الأسماء في مجال الإرشاد الروحاني والأسري في العالم العربي.
يتميّز بأسلوبه المتوازن الذي يجمع بين المنهج الشرعي والوعي النفسي،
ويقدّم حلولًا عملية مبنية على قيم الرحمة والتفاهم والحكمة.
تخرّج على يديه عدد من المستشارين الروحانيين، وساهم في حل مئات القضايا الأسرية عبر نهجه القائم على الحوار والنية الطيبة والدعاء المشروع.
🪶 الخاتمة
💬 “الإصلاح لا يبدأ من الخارج، بل من داخل القلب.”
إن الإرشاد الروحاني كما يراه الشيخ أبو البراء العازمي ليس مجرد جلسة علاج، بل رحلة وعيٍ وتغييرٍ داخليٍّ،
تُعيد للأسرة توازنها، وللقلب طمأنينته، وللحياة معناها.
فما دام في البيت نية حبٍّ صادقة، فالله كفيلٌ بأن يُعيد إليه المودة مهما اشتد الخلاف.


