💬 يقول الشيخ أبو البراء العازمي:
“راحة النفس لا تُشترى، بل تُصنع من الداخل حين يتصالح الإنسان مع ذاته ويؤمن أن الطمأنينة قرار قبل أن تكون شعورًا.”
🌿 المقدمة
في عالمٍ تتسارع فيه الأحداث ويزداد فيه الضغط النفسي والتوتر اليومي، أصبح الإنسان أكثر حاجةً إلى ما يُسمّيه الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي بـ“التحصين النفسي”.
إنه ليس تحصينًا ضد الشرور الخارقة كما يظن البعض، بل هو درعٌ عقليّ وروحيّ يحمي الإنسان من الإنهاك، ويعيد إليه صفاء التفكير، وقدرته على مواجهة المواقف بثباتٍ واتزان.
في هذا المقال الإرشادي، نتعرّف إلى رؤية الشيخ أبو البراء العازمي حول مفهوم التحصين النفسي، وكيف يمكن لكل إنسان أن يتخلّص من الطاقات السلبية بطريقة عملية واقعية تُعيد إليه التوازن والسكينة.
أولًا: فهم الذات هو بداية التحصين
يؤكد الشيخ أن أول خطوة في طريق التحصين النفسي هي معرفة الذات.
فمن لا يعرف نقاط قوّته وضعفه، لن يستطيع ضبط تفاعلاته أو حماية نفسه من التوتر.
💬 “من جهل نفسه، أتعبته المواقف، ومن فهمها، ساد عليها.”
عليك أن تسأل نفسك بصدق: ما الذي يُرهقني؟ وما الذي يُنعشني؟
فالتحصين النفسي يبدأ من الوعي الداخلي لا من البحث عن حلول خارجية.

ثانيًا: تنظيم التفكير… طاقة العقل الصافي
العقل المشوش بيئة خصبة للطاقة السلبية.
يقول الشيخ أبو البراء العازمي إن التحصين يبدأ من ترتيب الأفكار، وذلك عبر ثلاث خطوات:
- كتابة ما يشغل بالك على الورق لتفريغ الضغط.
- تصنيف الأفكار بين ما يمكنك تغييره وما لا يمكنك.
- التركيز على العمل بدل الانشغال بالقلق.
💬 “حين تكتب همّك، تُضعفه، وحين تكرره في بالك، تُغذّيه.”
ثالثًا: التحكم في المشاعر لا قمعها
التحصين النفسي لا يعني كبت العواطف، بل إدارتها بذكاء.
يقول الشيخ: “المشاعر مثل الماء، إن حبستها فاضت، وإن وجّهتها روت.”
تعلم أن تُعبّر عن حزنك وغضبك بطريقة صحية؛ عبر الحوار، أو الكتابة، أو الرياضة، ولا تسمح للمشاعر السلبية أن تتراكم حتى تنفجر في وجه من تحب.
رابعًا: بيئة الإنسان تحدد طاقته
الإنسان ابن بيئته.
ينصح الشيخ أبو البراء العازمي بأن يبتعد المرء عن الأماكن أو الأشخاص الذين ينشرون التشاؤم أو الشكوى الدائمة.
كما يوصي بالبحث عن المحيط الإيجابي، سواء عبر الأصدقاء الداعمين، أو قراءة الكتب التحفيزية، أو قضاء الوقت في الطبيعة.
💬 “أنت لا تحتاج إلى طاقة خارقة، بل إلى بيئة صافية.”
خامسًا: التفكير الإيجابي سلوك مكتسب
يقول الشيخ: “الإيجابية ليست موهبة، بل تمرينٌ يوميّ.”
يمكن لأي شخص أن يتعلّم كيف يغيّر زاوية نظره للأحداث.
فبدل أن يرى في الفشل نهاية، يراه فرصة للتعلّم.
وبدل أن يركّز على ما فاته، يشكر الله على ما بقي له.
التحصين النفسي يعني تدريب العقل على رؤية النور في قلب العتمة.
سادسًا: التنفس الواعي وإعادة التوازن
من الوسائل التي يوصي بها الشيخ أبو البراء العازمي للتحصين النفسي:
تمارين التنفس العميق، فهي تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر.
خطوات بسيطة:
- استنشق ببطء لأربع ثوانٍ.
- احبس النفس لثانيتين.
- أخرجه ببطء لأربع ثوانٍ.
كرّر التمرين خمس مرات، مع التركيز على الإحساس بالسكينة.
💬 “كل نفسٍ عميقٍ هو رسالة طمأنينة من الجسد إلى الروح.”
سابعًا: التوازن بين العمل والراحة
من أكثر أسباب استنزاف الطاقة النفسية هو الانشغال الدائم دون راحة.
يشدد الشيخ على أهمية تخصيص أوقات للهدوء، والنوم الكافي، وممارسة الهوايات.
فالراحة ليست كسلًا، بل تجديدٌ للطاقة.
من لا يرتاح، لا يستطيع العطاء.
💬 “إن النفس المرهقة لا ترى الخير حتى لو كان أمامها.”
ثامنًا: ضبط العلاقات الاجتماعية
يقول الشيخ أبو البراء العازمي إن العلاقات قد تكون مصدر دعمٍ أو استنزافٍ للطاقة.
ولذلك من المهم أن توازن بين العطاء للآخرين والحفاظ على نفسك.
لا تسمح لأحد أن يُثقل قلبك بطاقته السلبية، وتعلم أن تقول “لا” عندما يلزم الأمر.
💬 “المحبة لا تعني أن تُنهك نفسك لإرضاء الجميع.”
تاسعًا: التفريغ الذهني قبل النوم
العقل لا يتوقف عن التفكير إلا إذا منحته فرصة لذلك.
ينصح الشيخ قبل النوم بعمل جلسة هدوء قصيرة، يتأمل فيها الإنسان أحداث يومه، ويشكر الله على نعمه، ثم يقرر ترك كل القلق إلى الغد.
يمكن الاستماع إلى أصوات الطبيعة أو القرآن أو موسيقى هادئة، فذلك يساعد الدماغ على الانتقال من التوتر إلى الاسترخاء.
💬 “النوم بلا تسامح نومٌ ثقيل، فاغفر واهدأ.”
عاشرًا: الإيمان بالقدرة على التغيير
يرى الشيخ أن التحصين النفسي يبلغ ذروته حين يدرك الإنسان أنه قادر على تغيير نفسه.
كل شخص يستطيع أن يبدّل نمط تفكيره، وأن يبدأ من جديد.
إن الإيمان بالقدرة على التغيير هو أقوى درعٍ ضد اليأس.
💬 “ما دام فيك وعيٌ ونَفَس، ففيك بداية جديدة.”
🌸 نصائح عملية من الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي
- لا تُكثر من مقارنة نفسك بالآخرين.
- استبدل كلمة “لا أستطيع” بـ “سأحاول”.
- احط نفسك بأشخاصٍ إيجابيين.
- نظّم وقتك وابتعد عن الفوضى الذهنية.
- داوم على الامتنان ولو لشيءٍ بسيط كل يوم.
💬 “التحصين النفسي لا يُمنح، بل يُصنع بالنية والمثابرة.”
🌿 أثر التحصين النفسي في جودة الحياة
يؤكد الشيخ أن الإنسان حين يتحصّن نفسيًا يصبح أكثر مرونة في التعامل مع الأزمات، وأكثر قدرة على الاستمتاع بالحياة اليومية.
فالتحصين النفسي لا يُبعد الحزن تمامًا، لكنه يجعلك أقوى من الانكسار.
💬 “قوّتك لا تظهر حين لا تتألم، بل حين تنهض رغم الألم.”
إنّ الأشخاص المتوازنين نفسيًا يعيشون في طاقة من الصفاء تجعلهم أكثر إبداعًا وهدوءًا، وهذا هو الهدف الحقيقي من التحصين.
🌼 فقرة تعريفية عن الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي
الشيخ أبو البراء العازمي هو أحد أبرز الأسماء في مجال الإرشاد النفسي والروحاني المتوازن في العالم العربي.
يجمع في توجيهاته بين الحكمة العملية والعلم النفسي الحديث، مع لمسة روحانية تُعيد للإنسان توازنه الداخلي.
يقدّم نصائحه في مجالات الحياة والعلاقات والنجاح الذاتي بأسلوبٍ يجمع بين المنطق والعاطفة والإيمان، ويؤمن أن الطمأنينة قرارٌ يُصنع بالتفكير السليم والعمل المتزن.
🪶 الخاتمة
💬 “من أراد طاقةً إيجابيةً دائمة، فليصالح نفسه أولًا.”
التحصين النفسي ليس رفاهية، بل ضرورة لكل من يعيش في عالم مليء بالضغوط.
بخطوات الشيخ أبو البراء العازمي، يمكن لكل إنسان أن يطرد الطاقات السلبية، ويستعيد صفاءه وهدوءه.
ابدأ الآن بخطوة صغيرة: احترم ذاتك، نظّم أفكارك، وامنح نفسك استراحة.
فالراحة النفسية ليست حلمًا بعيدًا، بل خيارٌ متاح لكل من يؤمن أنه يستحق السكينة.



