💬 يقول الشيخ أبو البراء العازمي:
“ليس كل من تحدّث عن الروح صار روحانيًا، ولا كل من تلا آية صار معالجًا. فالمعالج الحقيقي هو من جعل تقواه مرآته، وصدقه زاده، وخدمته للناس طريقه إلى الله.”
🌿 المقدمة
في زمنٍ كثرت فيه الدعاوى وقلّت فيه النوايا الصادقة، أصبح من السهل أن يختلط الحق بالباطل في مجال العلاج الروحاني.
فما بين من يسعى لمساعدة الناس بصدق، ومن يتخذ من حاجاتهم وسيلة للكسب أو الشهرة، تبرز الحاجة إلى الوعي والتمييز.
الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي، بخبرته الطويلة في الإرشاد والإصلاح، يقدّم في هذا المقال مجموعة من المعايير الدقيقة التي تساعد الباحث عن المعالجة الروحية على اختيار الشخص الموثوق دون الوقوع في فخ الخداع أو الوهم.

أولًا: الإخلاص في النية قبل البحث
قبل البحث عن أي معالج، يجب أن تكون نيتك صافية.
فمن أراد الإصلاح حقًا، وجّه قلبه إلى الله لا إلى الأشخاص.
يقول الشيخ:
💬 “إذا خلُصت النية، هداك الله إلى من يُعينك، وإن فسدت، أوقعك في من يُرهقك.”
ابدأ نيتك بالدعاء أن يوفقك الله إلى معالجٍ صادقٍ نزيهٍ، فهذا التحصين الأول ضد التلاعب والضلال.
ثانيًا: معرفة الفرق بين الروحانية والشعوذة
يؤكد الشيخ أبو البراء العازمي أن كثيرًا من الناس يخلطون بين الروحانية الشرعية والممارسات المحرّمة.
المعالج الروحاني الصادق لا يستخدم طلاسم ولا رموزًا غريبة، ولا يدّعي علم الغيب.
بل يعتمد على الدعاء، والقرآن، والتوجيه النفسي والإنساني.
💬 “كل طريق لا يبدأ باسم الله ولا ينتهي بالرحمة، فليس طريقًا روحانيًا.”
ثالثًا: السمعة والسيرة
من أهم معايير الاختيار أن تتحقّق من سمعة المعالج وسيرته بين الناس.
ابحث عن من عُرف بالصدق والتواضع، لا من يملأ إعلاناته بالوعود والمعجزات.
فالمعالج الحقيقي لا يمدح نفسه، بل يشهد له من تعامل معه.
💬 “الشهرة لا تصنع المعالج، بل المواقف الصادقة.”
رابعًا: الشفافية في التعامل
يجب أن يكون المعالج واضحًا في أسلوبه.
يسمح لك بمعرفة ما سيفعله، ولا يُخفي عنك شيئًا.
إذا وجدت من يتحدث عن “أسرار لا يجوز كشفها”، فاحذر منه.
يقول الشيخ أبو البراء العازمي:
💬 “الروحانية الصافية تُمارَس في النور لا في الظلام.”
خامسًا: الاعتماد على القرآن والذكر
المعالج الموثوق يستند دائمًا إلى القرآن الكريم والأذكار الصحيحة.
يذكّرك أن الشفاء من الله وحده، لا من الأشخاص.
يُرشدك إلى الدعاء بنفسك، لا إلى التعلق به هو.
💬 “المعالج الذي يجعلك أقرب إلى الله أمين، والذي يجعلك أقرب إليه هو خطر.”
سادسًا: تجنّب من يطلب المال المسبق أو العهود الغريبة
من علامات عدم الموثوقية أن يطلب المعالج أموالًا طائلة قبل العلاج، أو أن يشترط عهودًا أو أوراقًا أو صورًا شخصية.
المعالج الصادق يعرف أن الأجر رزق، لا تجارة.
يقول الشيخ:
💬 “من جعل روحه سلعة، فقد فقد بركتها.”
سابعًا: احترام الخصوصية
يجب أن يكون المعالج الروحاني مؤتمنًا على أسرارك.
لا يشاركها مع أحد، ولا يستغلّها ضدك.
الشيخ أبو البراء العازمي يشدد على أن الثقة لا تُمنح إلا لمن يحترم الإنسان في ضعفه.
💬 “من لم يحفظ سرك في ضيقك، لا تضع سرّك عنده في سعادتك.”
ثامنًا: الابتعاد عن الوعود الخارقة
من يدّعي أنه يستطيع أن “يحلّ كل مشكلة في يوم”، أو “يجلب الرزق فورًا”، أو “يعيد الغائب في ساعة” — فهو يبيع أوهامًا لا أكثر.
الروحانية الحقيقية تقوم على الصبر والتدرج والإيمان.
💬 “المعجزة بيد الله، ودور المعالج أن يدلّك على الصبر لا السحر.”
تاسعًا: طلب العلم والمشورة
قبل أن تتعامل مع أي معالج، استشر أهل العلم أو ذوي الخبرة.
لا تعتمد على الإنترنت وحده.
يقول الشيخ:
💬 “الاستشارة باب النجاة، والغرور بداية السقوط.”
عاشرًا: اختبر طمأنينتك القلبية
يُعلّم الشيخ أبو البراء العازمي أن القلب مرآة لا تكذب.
إذا شعرت بانقباض أو شكّ تجاه أحد، فلا تتعامل معه.
أما إذا وجدت ارتياحًا وصفاءً في كلامه وسلوكه، فربما هو الطريق الصحيح.
💬 “الله لا يُخفي الصدق عن قلبٍ صادق.”
🌸 نصائح عامة من الشيخ أبو البراء العازمي
- لا تبحث عن السحر، بل عن الصفاء.
- لا تطلب من المعالج ما لا يرضي الله.
- لا تثق بمن يزرع فيك الخوف بدل الأمل.
- اجعل نيتك دائمًا الشفاء لا الانتقام.
- واعلم أن أقصر طريقٍ للراحة هو الرجوع إلى الله.
💬 “كل علاجٍ يبدأ من القلب، وكل ضياعٍ يبدأ من الغفلة.”
🌿 التحذير من الدجالين والمزيّفين
يحذّر الشيخ من فئة الدجالين الذين يستغلون ضعف الناس في أوقات المحن.
يقول:
💬 “يستخدمون ألفاظًا دينية، ويبيعون الخرافة بثمنٍ باهظ، في حين أن الشفاء الحقيقي في كلمة طيبة ودعاءٍ مخلص.”
كن يقظًا؛ فالمزيّفون بارعون في الإقناع، لكن الصادقين واضحون كالنور لا يخفون شيئًا.
🌼 فقرة تعريفية عن الشيخ الروحاني أبو البراء العازمي
الشيخ أبو البراء العازمي أحد أبرز المرشدين الروحانيين في العالم العربي،
عرف بأسلوبه الهادئ القريب من النفس، وبمنهجه القائم على القرآن الكريم والوعي النفسي والإرشاد الإنساني.
يسعى من خلال جلساته واستشاراته إلى إعادة الاتزان الروحي والنفسي للأفراد، بعيدًا عن الخرافة والمبالغة، مؤكدًا دائمًا أن الروحانية الصادقة طريق علمٍ وإيمان، لا جهلٍ ووهم.
🪶 الخاتمة
💬 “المعالج الحقيقي لا يفتح لك باب الغيب، بل يذكّرك بباب الله.”
اختيار المعالج الروحاني مسؤولية كبيرة.
فمن سلّم قلبه وعقله لمن لا يخاف الله، فقد سلّم نفسه للضياع.
ابحث عن الصدق قبل الشهرة، وعن التقوى قبل الألقاب،
فالمعالجة الروحية رسالة سامية، ومن صدق فيها أضاء الله به القلوب.



